Apr 2, 2011

أنتظرها - لـِ محمود درويش ..!

بِ كُوّبِ اَلْشَّرَابِ اَلْمُرَصَّعِ بـِ اَلْلَازَوَرْدِ , إِنْتَظِرْهَا
عَلَى بَرْكَةِ اَلْمَاءِ حَوّْلَ اَلْمَسَاءِ وَ عِطْرِ اَلْكُلُوّنَيَانْ ,
إِنْتَظِرْهَا
على بركة الماء , حول المساء و عطر الكولونيا , انتظرها
بِ صَبْرِ اَلْحِصَانِ اَلْمُعَدِّ لـِ مُنْحَدَرَاتِ اَلْجِبَالِ ,
إِنْتَظِرْهَا
بِ ذَوْقِ اَلْـأَمِيّرِ اَلْبَدِيّعْ ,
إِنْتَظِرْهَا
بذوق الأمير البديع الرفيع , انتظرها
بِ سَبْعِ وَسَائِدٍ مَحْشُوَةٍ بـِ اَلْسَحَابِ ,
إِنْتَظِرْهَا
بِ نَارِ اَلْبَخُوّرِ اَلْنسائي ملئ المكان ,
إِنْتَظِرْهَا
بِ رَائِحَةِ اَلْصَّنْدَلِ اَلْذَّكَرِيِّةِ فَوْقَ ظُهُوّرِ اَلْخُيُوّلِ ,
إِنْتَظِرْهَا

وَ لـَا تَتَعَجَّلَ
فَ إِنْ أَقْبَلَتْ بَعْدَ مَوْعِدِهَا , ف
إِنْتَظِرْهَا
وَ إِنْ أَقْبَلَتْ قَبْلَ مَوْعِدِهَا , ف
إِنْتَظِرْهَا
و إِنْ أَقْبَلَتْ عِنْدَ مَوْعِدِهَا , ف
إِنْتَظِرْهَا
و لـَا تَجْفِلِ اَلْطَيّْرَ فَوْقَ جَدَائِلِهَا ،
و
إِنْتَظِرْهَا
لـِ تَجْلِسَ مُرْتَاحَةً كـَ اَلْحَدِيّقَةِ فِيّ أَوَجِّ زِيّنَتِهَا
وَ
إِنْتَظِرْهَا
لَكَيْ تَتَنَفَّسَ هَذَاْ اَلْهَوَاءِ اَلْغَرِيّبْ عَلَىْ قَلْبِهَا
وَ
إِنْتَظِرْهَا
لـِ تَرْفَعْ عَنْ سَاقِهّا ثَوْبَهَا غَيْمَةً.. غَيْمَةً
وَ
إِنْتَظِرْهَا
وَ خُذْهَا إِلَىّ شُرْفَةٍ لـِ تَرَىْ قَمَرْاً غَارِقَاً فِيّ اَلْحَلِيّبِ
و
إِنْتَظِرْهَا
وَ قَدِّمْ لَهْا اَلْمَاءَ قَبْلَ اَلْنَّبِيّذْ
وَ لـََا تَتَطَلَّعْ إِلّى تَوْأَمِيِّ حَجَلٍ نَائِمَيّنِ عَلَىْ صَدْرِهَا
و
إِنْتَظِرْهَا
وَ مُسَّ عَلَىْ مَهَلٍ يَدَهْا عِنْدَمَا تَضَعُ اَلْكَأْسَ فَوْقَ اَلْرُّخَامِ
كـَ أَنَّكَ تَحْمِلُ عَنْهَا اَْلَنَّدَىْ
وَ
إِنْتَظِرْهَا
تَحَدَّثْ إِلَيْهَا كَمَا يَتَحَدَّثُ نَايٌ إِلَىْ وَتَرٍ خَائِفٍ فَيْ اَلْكَمَانِ
كـَ أَنَّكُمَا شَاهِدَانِ عَلَىْ مَا يَعِدُّ غَدٌ لَكُمَا
و
إِنْتَظِرْهَا
إِلَىْ أَنْ يُقُوّلُ لَكَ اَلَلَّيْلْ :
لَمْ يَبْقَىْ غَيْرُكُمَا فِيّ اَلْوُجُودِ
فَ خُذْهَا إِلَىّ مَوْتِكَ اَلْمُشْتَهَى
وَ
إِنْتَظِرْهَا ..!

.
.
.